الأحد، 3 يناير 2010

مفهوم الذات واثر بعض المتغيرات الديموغرافية وعلاقته بظاهرة الاحتراق النفسي لدى معلمي المرحلة الثانوية الحكومية في محافظتي جنين ونابلس

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى مفهوم الذات ، ومستويات الأبعاد الثلاثة للاحتراق النفسي ( الإجهاد النفعالي ، وتبلد الشعور ، ونقص الشعور بالإنجاز ) وذلك من وجهة نظر معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في محافظتي جنين ونابلس ، كما هدفت إلى التعرف على أثر المتغيرات ( الجنس ، العمر ، الخبرة ، المؤهل العلمي ، مستوى الدخل ، مكان السكن ، الحالة الاجتماعية ) على مفهوم الذات لدى هذه الفئة من المعلمين.

وقد تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في محافظتي جنين ونابلس ، البالغ عددهم (1246) معلماً ومعلمة موزعين على ( 112) مدرسة .

أما عينة الدراسة فقد تكونت من (312) معلماً ومعلمة ، أي ما يعال نسبته ( 25%) تقريباً من المجموع الكلي لعدد المعلمين ، وكان عدد الأفراد الذين أعادوا الاستبانات ( 280) فرداً . وقد قام الباحث بتعيل مقياسين هما : الأول : مقياس ( تنسي ) لقياس مفهوم الذات ، والثاني : مقياس ( ماسلاش ) لقياس الاحتراق النفسي .

وللتحقق من صدق الأداة قام الباحث بعرضها على عشرة محكمين من ذوي الاختصاص في جامعة النجاح الوطنية ، وللتحقق من ثبات المقياسين قام الباحث بتطبيق معادلة كرونباخ ألفا ، حيث وصل معامل الثبات على مقياس تنسي لمفهوم الذات (88, ) وعلى مقياس ماسلاش للاحتراق النفسي ( 86, ) وتعتبر معاملات الثبات هذه مناسبة لأغراض الدراسة .

وقد قام الباحث بتلخيص مشكلة الدراسة بعدد من الأسئلة ، كما وضع الباحث عدداً من الفرضيات الصفرية .

وللإجابة على أسئلة الدراسة استخدم الباحث المتوسطات الحسابية والنسب المئوية والانحرافات المعيارية ، ولفحص الفرضيات استخدم الباحث معادلة الارتباط بيرسون ، واختبارات ( ت) لعينتين مستقلتين ، واختبار تحليل التباين الأحادي ، وذلك من خلال استخدام البرنامج الإحصائي للعلوم الاجتماعية ( SPSS) .

وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :

1. أن مستوى مفهوم الذات جاء بدرجة متوسطة على أبعاد الذات ( الجسمية ، والشخصية ، والأسرية ، والأخلاقية ، والدرجة الكلية ) ، بينما جاء بدرجة ضعيفة على بعد الذات الاجتماعية .

2. أن مستوى الاحتراق النفسي جاء بدرجة مرتفعة على بعد الإجهاد الانفعالي ، وبدرجة متدنية على بعد نقص الشعور بالإنجاز ، وبدرجة معتدلة على بعد تبلد الشعور .

3. توجد علاقة طردية ذات ارتباط هام دال إحصائياً بين مفهوم الذات والاحتراق النفسي بأبعاده الثلاثة .

4. عدم وجود فروق دالة أحصائياً في مستوى مفهوم الذات بين الذكور والإناث على بعدي الذات ( الجسمية ، والشخصية ) ، بينما كانت الفروق دالة إحصائياً على أبعاد الذات ( الأخلاقية ، والاجتماعية ، والأسرية ، والدرجة الكلية ) ، حيث كانت الفروق لصالح الإناث ، أي أن لديهن مفهوم ذات أعلى مما هو عليه لدى الذكور على هذه الأبعاد والدرجة الكلية .

5. عدم وجود فروق دالة إحصائياً في مستوى مفهوم الذات تعزى إلى متغيرات ( العمر ، والخبرة ، والمؤهل العلمي ، ومستوى الدخل ، ومكان السكن ).

6. أما بالنسبة لمتغير الحالة الاجتماعية ، فلم توجد فروق دالة إحصائياً في مستوى مفهوم الذات بين المتزوجين وغير المتزوجين على أبعاد الذات ( الشخصية ، والأسرية، والاجتماعية ، والجسمية ) ، بينما كانت الفروق دالة إحصائياً على بعد الذات ( الأخلاقية والدرجة الكلية ) ، حيث كانت الفروق لصالح غير المتزوجين ، أي أن مفهوم الذات لدى المعلمين غير المتزوجين أعلى مما هو عليه لدى المعلمين المتزوجين .

وقد قام الباحث بمناقشة هذه النتائج ، وأورد عدداً من التوصيات من أهمها : ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل رفع مستوى الذات عند المعلمين ، وتهيئة الأجواء المناسبة لتحقيق هذا الهدف ، وكذلك ضرورة بناء علاقات إنسانية طيبة داخل مجتمع المدرسة وبينه وبين المجتمع الخارجي ، وتحسين ظروف العمل للمتعلمين، بالإضافة إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات المشابهة أو المرتبطة بهذه الدراسة على قطاع أوسع من مجتمع المعلمين يشمل معلمي المرحلة الابتدائية والإعدادية .


النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق